الجمعة، 17 فبراير 2012

ثورة الحب


ثورة الحب
by Bothaina Kamel on Tuesday, February 14, 2012 at 4:52pm ·
ثورةالحب-بثينة كامل

للفرح أوقات وللأحزان أوقات، وللآلام وللسعادة والشقاء، كل منها وقتها، أما الحب ..فهو في كل وقت وكل ساعة، هو قرين كل شعور ورفيق كل حال، نحب ونسعد ونشقى، نحب ونحزن ونتألم ونسعد. الحب لا وقت له وهو مناسبة مستمرة لا تنتهي.
...
وفي العام الماضي عشنا لحظات مكثفة قوية من كل المشاعر أشكالا وألوانا، عشنا السعادة والألم، عشنا السعادة والشقاء، عشنا الفرح ..وعشنا أعمق الأحزان وأشدها على شهداءنا وأولادنا وشبابنا الذين استشهدوا من أجل الحب، وباسم الحب وحده، حب وطننا الغالي، حب مصر الذي لولاه ما كانت ولا كنا ولا كان هناك ما يسمى بالثورة، ثورة 25 يناير.

لقد منحنا العام الماضي حياة غير الحياة، لقد عشنا في عام واحد كل ما عشناه في كل أعمارنا السابقة، وكان الحب وحده هو الأساس والدافع المحرك والسبب الأول والاخير، الحب...ولا شيء غيره.

وفي مباراة حب مصر تفوق علينا من كانوا في ريعان شبابهم ومقتبل حياتهم، فمن أجل حب الوطن ضحوا بكل حياتهم وأعمارهم ومستقبل أيامهم ، وضحى غيرهم نور عينيه، وكثيرون غيرهم من آلاف وملايين من البشر بالغالي والرخيص، بالأهل والولد، لقد تعلمنا من هؤلاء الشبان وسنظل نتعلم إلى الأبد..معنى الحب.

لقد ألهم حبنا لأوطاننا العالم بأسره، وقدم هذا الشعب العظيم، أول شعوب الأرض، وكعادته ، مثلا ودرسا بهر العالم.

واليوم هو يوم الاحتفال بعيد الحب، وأظن أن كل يوم يشرق على مصر يجب أن يكون عيدا للحب، خصوصا في هذه الأيام الصعبة، لأننا بالحب سوف نتذكر لماذا فعلنا ما فعلنا، ولماذا عانينا ما عانينا، وضحينا ما ضحينا، وما كان يمكن أن يكون ذلك كله إلا بسبب الحب وباسمه.

والحب اليوم هو طوق نجاتنا، ففي هذه الأيام تمر مصر، وتمر ثورتنا بمنعطف خطير، وتتهددها الأخطار من كل جانب، وتحيطها الأحقاد من كل اتجاه، وتحاصرها الكراهية من كل ناحية، هو صراع بين بشر يريدون بلادهم، وآخرون لا يريدون إلا أنفسهم ولو على حساب بلادهم، وأعلم أننا على الطريق الصحيح لأننا لا نريد شيئا لأنفسنا، بل نعطي من أعمارنا ومن شهدائنا ومن يفعل ذلك لا يمكن إلا أن يكون على الطريق الصحيح، ومن لا يضحي، لا يحب!

نحن على الطريق الصحيح، أو قل على الجانب الصحيح بين الحب والحقد، التضحية والأنانية، إنكار الذات..وإيثار الذات.

واليوم وفي عيد الحب أريد أن أطلق دعوة، بل صرخة باسم الحب أن يوحدنا ويجمعنا من أجل بلادنا لنكون يدا واحدة كما كنا في الميدان بالأمس القريب نفدي بعضنا بعضا نصلي لله في حمى بعضنا بعضا، ونساند ونؤازر بعضنا بعضا ، اليوم وفي هذه الأوقات الصعبة، الإحتفال بالحب ضرورة تنير لنا الطريق وتذكرنا بشهداء ومصابين إذا كنا قد نسينا، أحببناهم وعشقناهم وإن لم نعرفهم كبشر، فقط عرفناهم من تضحياتهم وأحببناهم من قلوبنا.

باسم الحب دعونا نتذكر أحبابنا الذين بذلوا النفس والصحة والرزق والولد في سبيل مصر، وباسم الحب دعونا نتحد ونتمسك بالحلم، بالأمل في غد أفضل لبلادنا وأجيالنا القادمة، فحب الوطن هو أساس كل حب، وكل حياة،

في عيد الحب، فلنتذكر جميعا أن مصر بلدنا هي الأمل، وهي المرتجى، وأن رجاءنا في الله من أجلها لن ييأس ولن ينقطع، فهي مصر، بلدنا الحبيب، نتمناها ونعيشها باسم الحب، وهو حب لو تعلمون عظيم.

باسم الحب عاشت مصر، وعاشت ثورة 25 يناير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق